موت الاحياء وحياة الاموات
لم أكره الموت يوما … لكني لم أحبه ,كثيرا ما انتظرته وتمنيت أن تكون نهايتي شهادة لأني كنت أتخيله سيء للغاية…. أتعبني المرض في حتى ظننت أني مفارق الدنيا ولو للحظات دار في خلدي وفكري كل لحظات عمري وجدتني أردد الشهادة دون أن أدري وجدت تأوهاتي تخرج بذكر أسم الرحمن وصرخات ألمي تخرج بإثبات الإلوهية لله الواحد القهار لم أكن أتعمد ذلك….. لكنها لحظات حدثت دون وعي مرت لحظات وأنا علي نفس الحال حتى وضعت رأسي منتظر انتهاء أجلي حتى رحت في ثبات عميق
أفقت من نومي لأتذكر تلك اللحظات وما رأيت بها وأتفكر في حقيقة الموت لست فيلسوفا ولا أديبا بارعا كيف أصف ما وصلت إليه ولكني وصلت إلي شيء واحد أن الموت ليس خروج الروح من الجسد ولا العكس هو الحياة فهناك أحياء فارقت أرواحهم أجسادهم وهناك أمواتا ما زالوا يمرحون
أدركت أن شهداء تلك الأمة أحياء بما تركوه من انتصارات وأدركت أن العلماء لا يموتون وعرفت تماما أن في تاريخنا من عاش بعد أن أحتضنه الثري تذكرت رموزا لن تغيب عن بالي تذكرت عمر أبن الخطاب وعلي أبن طالب تذكرت المهدي بن عربية والمختار وصلاح الدين وتذكر سيد قطب وأسماء وأسماء كثيرة أنهم أحياء بيننا مهما مرت الأيام والسنون أحياء بما فعلوا وبما تركوا أحياء بدعوات من جاء بعدهم فأي فعل هذا الذي يدوم آلاف السنين شعرت بالغيرة من هؤلاء القوم شعرت بالغيرة من كلمة رضي الله عنه أو كرم الله وجهه بعد مرور كل هذا الوقت كلما ذكر أسم عمر أو علي رضي الله عنهم وأرضاهم أنهم يستحقون ولكنهم بشر ونحن بشر
تفكرت فيما قدمت يداي حتى أنال ذلك الشرف الكبير وذلك الأجر العظيم تفكرت كيف وصل هؤلاء لنيل الدنيا والآخرة فأي ملك أعظم من أبن الخطاب وأي أجر أعظم من مرافقة خير البشر في الجنة
ما هي إلا لحظات ومرت بخاطري وجوه الأموات …. ما أقبحها … ما العنها …بعد ما مر بخلدي من أسماء وسير وكلمات عظماء أحياء الأجساد أموات الأفعال والعقول والأرواح مر في خاطري تصرفات نفعلها دون أن ندري أو نحمل لها هما مر في خاطري رغبتي في أصلاح كل شيء دون أن أدري أنني لست أبا بكر أو عمر أو علي أو عثمان …… قررت أن أعترف بأني أضعف ما يمكن فقمت لأقف بين يدي الله لأرفع يدي طالبا الطهر والعفاف طالبا العون والقدرة
أنها يا سادة ببساطة شديدة حياة الأموات وموت الأحياء …. أعرفت بموتي حتى أحياء فساعدوني أن أعرف و أن أعلم لأعمل