قال يسوع هذا المثل عن رجلين أحدهما غني يعيش في قصر عظيم يلبس ملابس غالية الثمن ويأكل ويشرب كما يريد. ويقيم كل يوم حفلا كبيرا يقدم فيه طعاما كثيرا والثاني فقير وأسمه لعازر كان يجلس عند باب قصر الغني يطلب احسانا من الناس، وكان يتمنى أن يأكل من الطعام الذي يتبقى وكسر الخبز الكثيرة التي كانت تفيض لكن الغني لم يكن رحيما فلم يُقدم له أي احسان
وكان الفقير مريضا ولكن لم يجد من يهتم به بل كانت الكلاب تجلس جواره وتلحس جروحه. وذات يوم مات الاثنان لكن الملائكة حملت لعازر، الرجل الفقير الى السماء مع القديسين. والغني أخذه أقاربه ودفنوه، لكن لم يذهب للسماء، بل ذهب الى مكان العذاب. ورفع عينيه مرة فرأى ابراهيم عن بعد ولعازر الذي كان يجلس عند باب قصره مُتمعا بالحياة بجانب ابراهيم في السماء فنادى وقال:" يا أبي ابراهيم في السماء ارحمني وارحم لعازر ليبل طرف اصبعه في الماء ويبرد لساني، انني أتعذب كثيرا من النار" لكن ابراهيم قال له:" يا ابني، تذكر أنك كنت تملك خيرات كثيرة في الدنيا، لكن لعازر كان يتعذب في الدنيا من الفقر والمرض وانت لم ترحمه او تعطف عليه، أما الآن فقد حدث العكس، أنت في العذاب، وهو في النعيم، ثم انه لا يستطيع الوصول اليك لأن بيننا وبينك مسافة لا يمكن أن يعبرها أحد من عندنا اليكم ولا من عندكم الينا. فقال الغني:" ارجوك يا أبي ابراهيم أن ترسله لأبي واخوتي الخمسة لكي يخبرهم عن العذاب الذي ينتظرهم اذا لم يتوبوا ويرجعوا الى الله" لكن ابراهيم قال له:" عندهم الكتاب المقدس الذي يحذرهم." فرد الغني من النار:" لا يا أبي! لكن اذا قام واحد من الموت وذهب اليهم سيصدقونه ويتوبون." لكن ابراهيم قال له: ان لم يُصدقوا الكتاب المقدس فلن يُصدقوا ابدا ولو قام واحد من الاموات.